التقارير

إسماعيل محمود يكتب : دارفور،،، سيناريوهات الراهن والمنتظر

كثيرون هم الذين نقضوا غزل عهدهم ونكثوا وصل وطنيتهم حينما اختاروا العبور إلى ضفة الخيانة والإرتزاق،،
فعندما اندلعت حرب الخامس عشر من أبريل،، تكشفت كثير من المواقف التي إنهمكت في صياغة دعوات للتحشيد القبلي خاصة في مناطق حواضن مليشيا الدعم السريع الإرهابية تأسيساً على تشاكسات وتناقضات مكونات الواقع الاجتماعية والتصورات المعبئة والموقوتة والمعدة سلفاً للانفجار،،
فاقم ذلك كله نزوع الفكر المليشي الداعم للتخيل المعياري بأنه الأفضل في إقليم دارفور،، وكرس ذلك التطابق الصوري على أسس عنصرية محضة سندتها أسطورة ( أنا الأفضل)
وبالعودة إلى روافع كل ذلك،،تتكدس مئات المواقف المخذية في ضخ تلك المعتقدات الواهمة منذ لحظة طلقة الغدر الأولى من المليشيا،،،، ففي احايين متعددة ترتجع إلى الذاكرة الجمعية القريبة منصات التهديد والوعيد التي انطلقت من نخب سياسية قبيل الحرب باشهر،، حينما ردوا إلى الفتنة واركسوا فيها،،،

كل تلك الشواهد والمشاهد وضعت القوى السياسية الداعمة لغدر المليشيا المتمردة امام حرج تاريخي لا تفيد معه محاولات القفز من مركب الجريمة،،

الآن وبعد أن تفسخت وتكسرت اطماع آل دقلو تحاول مغازلة مكونات دارفورية أخرى لم تكن على توافق معها البتة،،، في ظل تناقض المصالح وصراعات النفوذ والسلطة بينها وبين مجاميع قبائلية وعشائرية واثنية منذ العام 2003

ثم إن تحرر حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان من حالة الحياد السلبي سيدفع بالضرورة إلى تدافع مجتمعات دارفور للوقوف في خندق صامد مع الجيش السوداني،،وربما ستشهد الأيام القادمة بروز قيادات مجتمعية دارفورية جديدة تقطع الطريق على المسلك المليشياتي النازع إلى التقتيل والتطهير العرقي على نحو ما احدثته ضد شعب (المساليت) وغيرهم من السكان الأصليين.
على أية حال فإن الدعوة التي وجهتها حركات الكفاح المسلح لبعض دول الجوار بكف ايديها عن إسناد اطماع مليشيا (آل دقلو) جاءت في توقيت مقبول،،لجهة أن العالم و الإقليم أدرك جيدا أن تمدد تلك الأطماع يشكل تهديداً صارخاً لافريقيا ومصالح أوروبا،،
يبدو جلياً أن حرب منتصف أبريل اماطت اللثام عن حجم (الضحالة والتردي الفكري ) التي اغرقت داعمي مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة،، و خطر بعض الجوار القريب والبعيد المفتت للانسجام الوطني،،،، فمن الحمق المقيم اتباع التفكير السياسي بذات معطيات ما قبل لحظة الغدر وكأنه لم يحدث ابدا،، وان نعتنق عين المواقف والتحليل المخل الذي يحاول خلق مبررات لطموح أسرة تبددت أحلامها في حكم ،بلد رغم خيباته السياسية لكنه نسيج كل من سار خلف مائدة الشمس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى